بسم الله الرحمن الرحيم
نظره الامام على الى المراه فى نهج البلاغه
سوف نتناول البحث فى اقوال الامام على "ع" عن المراه، و التى وردت فى نهج البلاغه، سواء فى الخطب او الكتب او الحكم. و نثبت قبل الخوض فى هذا البحث النصوص المعتمده مع ارقامها، حسبما وردت فى كتاب "تصنيف نهج البلاغه" للمولف:
الرقم قال الامام على عليه السلام:
151 و ان النساء همهن زينه الحياه الدنيا و الفساد فيها.
ج 238 المراه شركلها، و شر ما فيها انه لابد منها
ح 124 غيره المراه كفر، و غيره الرجل ايمان.
ح 61 المراه عقرب حلوه اللبسه.
ح 234 خيار خصال النساء، شرار خصال الرجال: الزهو و الجبن و البخل. فاذا كانت المراه مزهوه "اى فخوره" لم تمكن من نفسها، و اذا كانت بخيله حفظت مالها و مال بعلها، و اذا كانت جبانه فرقت "اى فزعت" من كل شى ء يعرض لها.
270 و قال "ع" فى وصيته لابنه الحسن "ع" بعد انصرافه من صفين:
و اياك و مشاوره النساء، فان رايهن الى افن "اى نقص"، و عزمهن الى وهن، و اكفف
عليهن من ابصارهن بحجابك اياهن، فان شده الحجاب ابقى عليهن، و ليس خروجهن باشد من ادخالك من لايوثق به عليهن. و ان استطعت الا يعرفن غيرك فافعل. و لا تملك المراه من امرها ماجاوز نفسها، فان المراه ريحانه و ليست بقهرمانه. و لا تعد بكرامتها نفسها، و لا نطمعها فى ان تشفع لغيرها. و اياك و التغايير فى غير موضع غيره، فان ذلك يدعو الصحيحه الى السقم، و البريئه الى الريب.
ج 136 جهاد المراه حسن التبعل.
78 و من خطبه له "ع" بعد فراغه من حرب الجمل، فى ذم النساء و بيان نقصهن:
معاشر الناس، ان النساء نواقص الايمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول. فاما نقصان ايما نهن فقعودهن عن الصلاه و الصيام فى ايام حيضهن. و اما نقصان عقولهن فشهاده امراتين كشهاده الرجل الواحد، و اما نقصان حظوظهن فمواريثهن على الانصاف من مواريث الرجال. فاتقوا شرار النساء، و كونوا من خيارهن على حذر. و لا تطيعوهن فى المعروف حتى لايطمعن فى المنكر.
و من وصيه للامام على لعسكره قبل لقاء العدو بصفين
و لا تهيجوا النساء باذى، و ان شتمن اعراضكم و سببن امراءكم، فانهن ضعيفات القوى والا نفس و العقول. و ان كنا لنومر بالكف عنهن و انهن لمشركات. و ان كان الرجل ليتناول المره فى الجاهليه بالفهر "حجر يدق به الجوز" او الهراوه "العصا" فيعبر بها و عقبه من بعده.
بيان بعض حكم الامام على و اقواله
من المصنفات السابقه، لانستغرب جمله من الاقوال التى افادها الامام على "ع" عن المراه المنحرفه التى تعمل بهواها دونما تقيد بمبدا، كما هو حال كثير من النساء. يقول "ع":
- و ان النساء همهن زينه الحياه الدنيا و الفساد فيها "الخطبه رقم 151"
- المراه شر كلها، و شر ما فيها انه لابد منها "الحكمه رقم 238"
- غيره المراه كفر، و غيره الرجل ايمان "الحكمه رقم 124"- المراه عقرب حلوه اللبسه "الحكمه رقم 61"
هم المراه
فاذا تركت المراه عقلها جانبا، و القت اوامر الشرع وراء ظهرها، لم يعد لها من هم فى الحياه غير زينتها و زخارفها، و الانسياق وراء شهواتها. فقال الامام "ع": 'و ان النساء همهن زينه الحياه الدنيا و الفساد فيها'.
المراه الفاسده شر كلها
و عندها تصبح المراه شرا كلها، على الرغم من حاجه الرجل و الوجود البشرى اليها. فقال "ع": 'المراه شر كلها، و شر ما فيها انه لابد منها'.
غيره المراه و غيرها الرجل
و المراه بدافع غيرتها على زوجها قد تنساق وراء عاطفتها، فتتصور ان زوجها يمكن ان يتزوج عليها، فخير سبيل لتتفرد به هو ان تفقره او تمنعه من مغادره الدار، او تصمه بالريبه فى كل نظره ينظرها، مما يسبب لها فساد حياتها الزوجيه و يعود عليها بالضرر و السوء. ولذلك نهاها الامام "ع" عن هذه الغيره المحرمه، و اعتبرها كفرا بالنعمه التى انعمها الله عليها،
[و اذا كانت الغيره تصل الى حد تنسى معه الله سبحانه بل و تتحدى معها اوامره تعالى و نواهيه بشكل علنى و سافر و عن سابق توجه و اطلاع، فانها تعنى انها فى حاله غيرتها و ثورتها لاتعترف بسلطان الله سبحانه و لا تخضع لاوامره و زواجره... و لعل هذا اقرب الى ما يرمى اليه الامام على "ع" من كلمته الماثوره: 'غيره المراه كفر'.]
فقال "ع": 'غيره المراه كفر'. و هذه الغيره مختلفه جدا عن غيره الرجل التى تعنى الحفاظ على زوجته و اهله ضد اى اعتداء خارجى او انتهاك لكرامتهم، فهذا واجب على كل رجل، و هو جزء من الايمان، فقال "ع": 'و غيره الرجل ايمان'.
غدر المراه
و فى الحكمه الرابعه يبين الامام "ع" جانبا من نفسيه المراه الشريره، التى دابها ان تغدر بزوجها، فى حين تظهر له حسن معاشرتها و تصرفاتها، فهى كالعقرب التى تلدغ الانسان بعد ان تعطيه الثقه و الامان، فقال "ع": 'المراه عقرب حلوه اللبسه'
[و لعل الاقرب الى ما يرمى اليه اميرالمومنين "ع" من كلمته هذه، هو ان المراه كثيرا ماتوذى الرجل عن عمد او من غير عمد، ولكنها و بملاحظه وضعها العاطفى و الانثوى المثير له تجعل الرجل ليس فقط لايجد الم لسبتها و انما هو يلتذ بها ايضا.]
خيار خصال النساء
و نتيجه التباين فى خصال المراه و فى وظيفتها عن الرجل، تعتبر بعض الخصال السيئه فى الرجل، خصالا جيده فى المراه. و يعد الامام "ع" ثلاثا من هذه الخصال و هى: الزهو و الجبن و البخل. فيقول "ع": "خيار خصال النساء، شرار خصال الرجال: 'الزهو و الجبن و البخل. فاذا كانت المراه مزهوه "اى فخوره بنفسها" لم تمكن من نفسها. و اذا كانت بخيله حفظت مالها و مال بعلها. و اذا كانت جبانه فرقت "اى فزعت" من كل شى ء يعرض لها" "الحكمه رقم 234"
فالمراه التى لاتستهين بنفسها يدفعها اعجابها بنفسها الى ان لا تمكن احدا من نفسها، و هى صفه جيده فى المراه. على عكس المراه الدنيئه التى تسلم نفسها لكل طالب بلا مقابل.
و بما ان السعى وراء زينه الدنيا يحتاج الى المزيد من المال الذى يرهق كاهل الرجل، كانت المراه البخيله افضل من المسرفه، لانها بذلك تحافظ على ما لها و مال زوجها و اسرتها.
اما الجبن و الخوف عند المراه فهو من افضل الصفات، لان المراه التى تدعى الجراه تضع نفسها فى مواضع الخطر دون ان تحترس، و بما انها ضعيفه، فهى بذلك تعرض نفسها للمهالك، و لو كانت تخاف لتجنبت اماكن الخطر، و لحسبت لكل امر الف حساب.
اما الرجل، فمن اسمى خصاله ان يكون متواضعا كريما شجاعا، على ان لايخرجه ذلك عن حدود الشرع، فينقلب تواضعه الى ذل، و كرمه الى اسراف، و شجاته الى تهور.
معامله النساء و الحفاظ عليهن
و لم يبخل الامام "ع" عن اسداء بعض الارشادات الضروريه للرجال، فى كيفيه معامله نسائهم و الحفاظ عليهن. فالمراه التى تنساق عاده وراء عاطفتها، يجب ان تكون فى ظل رجل يصونها من الشذوذ و الانزلاق، و يمحضها النصيحه و الراى الصائب