بسالله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقوال واحاديث في الامام الحسين
المقدمة
السلام على الحسين والسلام على أولاد الحسين والسلام على اصحاب الحسين .
قال الإمام الرضا (عليه السلام) :"إنّ يوم الحسين عليه السلام أقرح جفوننا وأسبل دموعنا".
لقد كتب الكثير من علماء المسلمين السنة وغيرهم من غير المسلمين عن الامام الحسين (ع) كون الامام حجة الله على أهل الارض هذا اولا ، وثانيا بما أن الامامة منصب من الله تبارك وتعالى ,فلابد من أدلة الى العالم بأجمع لكي تدحض اباطيل المفترين .
ويتيقن أصحاب الالباب من قوله تعالى : ( وأني لغفارا لمن تاب وأمن وعمل صالحا ثم أهتدى ) .
فالامام الحسين (ع) قطع مسافة بين مكة المكرمة و كربلاء المقدسة بلغت ( 1470) ألف و أربعمائة و سبعين كيلومترا من أجل الرسالة السماوية وبقاء راية الاسلام مرفوعه بعزة المؤمنين .
ومن المعلوم أن ماكان لله نمى واتصل وما كان لغير لله انقطع وانفصل ... وأمامنا ابي عبد الله الحسين (ع) كانت حتى انفاسه لله عزوجل ، وقد عشق الله تعالى حيث قال : تركت الخلق طرا في هواك ... وأيتمت العيال لكي اراك ... بهذا النفس الطيب أتجه الامام سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (ع) ضد الكفر والطغيان .
ومقابل تلك التضحية جعل الله تعالى أفئـدة من الناس تهوى اليه حيث تشمخ قبته الطاهرة وذكراه تتجدد في كل عام .
فلقد قيل في يوم استشهادة (ع) :
1 ـ لم تكن في السماء حمرة حتى قتل الحسين، ولم تطمث امرأة بالروم أربعة أشهر إلا وأصابها وضح ، فكتب ملك الروم إلى ملك العرب : قتلتم نبيا أو ابن نبي (1) .
2 ـ لم تبكِ السماء إلا على اثنين : يحيى ابن زكريا، والحسين ، وبكاء السماء : أن تحمر وتصير وردة كالدهان (2) .
3 ـ لما قُتِل الحسين اسودّت السماء اسوداداً عظيما ، وظهرت الكواكب نهارا حتى رؤيت الجوزاء عند العصر، وسقط التراب الأحمر، ومكثت السماء بلياليها كأنها علقة (3) .
4 ـ مطرت السماء يوم شهادة الحسين دما ، فأصبح الناس وكل شيء لهم مليء دماً ، وبقي أثره في الثياب مدة حتى تقطعت ، وأن هذه الحمرة التي تُرى في السماء ظهرت يوم قتله ولم تُر قبله (4) .
5 ـ لما قتل الحسين مكث الناس سبعة أيام إذا صلوا العصر نظروا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة من شدة حمرتها، ونظروا إلى الكواكب تضرب بعضها بعضا (5) .
6 ـ لما قُتل الحسين جاء غراب فوقع في دمه ، ثم تمرّغ ، ثم طار فوقع بالمدينة على جدار دار فاطمة بنت الحسين (6) .
7 ـ امتنعت العصافير من الأكل يوم عاشوراء (7) .
8 ـ لما قتل الحسين مكث الناس شهرين أو ثلاثة كأنما لطّخت الحيطان بالدم من صلاة الفجر إلى غروب الشمس (
.
9 ـ لما قال رجل للحسين : أبشر بالنار ، دعل عليه الحسين وقال : رب حزهُ إلى النار، فاضطرب به فرسه في جدول فوقع عليه وتعلقت رجله بالركاب ووقع رأسه في الأرض ونفر الفرس فأخذخ يمرّ به فيضرب برأسه كل حجر وكل شجرة حتى مات (9) .
10 ـ لما منعوا الحسين من الماء قال له رجل : أُنظر إليه كأنه كبد السماء لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشاً!! فقال الحسين : اللهم اقتله عطشا ، فلم يرو مع كثرة شربه للماء حتى مات عطشا (10) .
11 ـ وُجد مكتوبا على بعض جدران دير :
أترجو أُمة قتلوا iiحسينا شفاعة جده يوم الحساب
فلما سألوا الراهب عن السطر ومن كَتَبه، قال : مكتوب ههنا من قبل أن يبعث نبيكم بخمسمائة عام (11) .
12 ـ لما قتل الحسين واحتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة ليشربوا النبيذ خرجت عليهم يد من الحائط معها قلم حديد ، فكتبت سطرا بدم :
أترجو أُمة قتلوا iiحسينا شفاعة جده يوم الحساب(12)
13 ـ ما تطيّبت امرأة بطيب نهب من عسكر الحسين إلا برصت (13) .
14 ـ ابتلاء رجل حال بين الحسين وبين الماء بالعطش ، بعدما أن دعا عليه الحسين بقوله : اللهم اظمئه اللهم اظمئه فكان يصيح من الحر في بطنه ، والبرد في ظهره حتى انقد بطنه كانقداد البعير (14).
15 ـ موت أشخاص بالعطش منعوا الماء عن الحسين ودعا عليهم الحسين .
صيرورة رجل أعمى وسقوط رجليه ويديه، وذلك لإرادته انتزاع تكة الحسين بعدما رأى فاطمة في المنام ودعت عليه انقطاع يد من سلب عمامة الحسين من المرفق ولم يزل فقيرا بأسوأ حال إلى أن مات ذهب عقل رجل واعتقل لسانه عندما قال : أنا قاتل الحسين (15) .
16 ـ لما جيء برأس عبيد الله ابن زياد وبرؤوس أصحابه وطرحت بين يدي المختار، جاءت حية وتخللت الرؤوس حتى دخلت في فم ابن زياد وخرجت من منخره ودخلت في منخره وخرجت من فيه ، وجعلت تدخل وتخرج من رأسه بين الرؤوس، وصار الناس يقولون : خاب عبيد الله وأصحابه وخسروا دنياهم وآخرتهم ، ثم تباكى الناس حتى انتحبوا من البكاء على الحسين وأولاده وأصحابه (16) .
17 ـ لما قال رجل : ما أحد أعان على قتل الحسين إلا أصابه بلاء قبل أن يموت ، قال شيخ كبير : أنا ممن شهدها وما أصابني أمر كرهته إلى ساعتي هذه ، وخبا السراج ، فقام يصلحه ، فأخذته النار، وخرج مبادرا إلى الفرات وألقى نفسه فيه ، فاشتعل وصار فحمة (17) .
18 ـ قال أبو رجاء : لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت، إن رجلا من بني الهجيم ( إن جاراً من بلهجيم ) قدم من الكوفة فقال : ألم تَرَوا إلى هذا الفاسق ابن الفاسق !!! إن الله قتله !! ويعني الحسين بن علي (ع)، فرماه الله بكوكبين في عينيه وطمس الله بصره (18) .
19 ـ صيرورة حرملة على اقبح صورة وأسودها ، وما تمرّ ليه ليلة ويأخذ به إلى نار تأجج فيدفع فيها (19) .
20 ـ لم يبق ممن قتل الحسين إلا عُوقب في الدنيا : إما بقتل ، أو عمى ، أو سواد الوجه، أو زوال الملك في مدة يسيرة (20) .
وقد قال علماء الغرب في الامام الحسين (ع) (21):
1 ـ الباحثة الإنكليزية أ ، س ستيفينس على مقربة من مدينة كربلاء حاصر هراطقة يزيد بن معاوية وجنده الحسين بن علي ومنعوا عنه الماء ثم اجهزوا عليه ، انها أفجع مآسي الإسلام طراً ، جاء الحسين إلى العراق عبر الصحراء ومعه منظومة زاهرة من أهل البيت وبعض مناصريه ، وكان أعداء الحسين كثرة ، وقطعوا عليه وعلى مناصريه مورد الماء واستشهد الحسين ومن معه في مشهد كربلاء ، وأصبح منذ ذلك اليوم مبكى القوم وموطن الذكرى المؤلمة كما غدت تربته مقدسة ، وتنسب الروايات المتواترة إلى أن الشمر قتل الحسين لذا تصب عليه اللعنات دوماً وعلى كل من قاد القوات الأموية ضد شهداء كربلاء ، فالشمر صنو الشيطان في الأثم والعدوان من غير منازع ، الكاتبة الإنكليزية ـ فريا ستارك إن الشيعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي يحيون ذكرى الحسين ومقتله ويعلنون الحداد عليه في عشرة محرم الأولى كلها على مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه ، بينما احاط به اعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه وما تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس إلى يومنا هذا كما كانت قبل 1257 سنة وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة ان يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا استطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء.
2 ـ المستشرق الأميركي فيليب حتي أصبح اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي وهو العاشر من محرم يوم حداد ونواح عند المسلمين ففي مثل هذا اليوم من كل عام تمثل مأساة النضال الباسل والحدث المفجع الذي وقع للإمام الشهيد وغدت كربلاء من الأماكن المقدسة في العالم، وأصبح يوم كربلاء وثأر الحسين صيحة الاستنفار في مناهضة الظلم .
3 ـ الآثاري الإنكليزي وليم لوفتس لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة .
المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون أخذ الحسين على عاتقه مصير الروح الإسلامية، وقتل في سبيل العدل بكربلاء .
3 ـ الكاتب الإنكليزي توماس لايل لم يكن هناك أي نوع من الوحشية أو الهمجية، ولم ينعدم الضبط بين الناس ... فشعرت في تلك اللحظة وخلال مواكب العزاء وما زلت أشعر بأني توصلت في تلك اللحظة إلى جميع ما هو حسن وممتلئ بالحيوية في الإسلام، وأيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس والحماسة المتدفقة منهم بوسعهما أن يهزا العالم هزا ، فيما لو وجّها توجيهاً صالحاً وانتهجا السبل القويمة ولا غرو فلهؤلاء الناس واقعية فطرية في شؤون الدين.
3 ـ الزعيم الهندي المهاتما غاندي أنا هندوسي بالولادة، ومع ذلك فلست أعرف كثيراً من الهندوسية، واني أعزم أن أقوم بدراسة دقيقة لديانتي نفسها وبدراسة سائر الأديان على قدر طاقتي ، وقال: لقد تناقشت مع بعض الأصدقاء المسلمين وشعرت بأنني كنت أطمع في أن أكون صديقاً صدوقاً للمسلمين ، وبعد دراسة عميقة لسائر الأديان عرف الإسلام بشخصية الإمام الحسين وخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور: على الهند إذا أرادت أن تنتصر فعليها أن تقتدي بالإمام الحسين.
وهكذا تأثر محرر الهند بشخصية الإمام الحسين ثائراً حقيقياً وعرف أن الإمام الحسين مدرسة الحياة الكريمة ورمز المسلم القرآني وقدوة الأخلاق الإنسانية وقيمها ومقياس الحق ... وقد ركّز غاندي في قوله على مظلومية الإمام الحسين بقوله : تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر .
4 ـ المستشرق الهنغاري أجنانس غولد تسيهر قام بين الحسين بن علي والغاصب الأموي نزاع دام ، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد كبير من الشهداء ... اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً .
5 ـ المستشرق الفرنسي ـ هنري ماسي في نهاية الأيام العشرة من شهر محرم طلب الجيش الأموي من الحسين بن علي أن يستسلم ، ولكنه لم يستجب ، واستطاع رجال يزيد الأربعة آلاف أن يقضوا على الجماعة الصغيرة ، وسقط الحسين مصاباً بعدة ضربات ، وكان لذلك نتائج لا تحصى من الناحيتين السياسية والدينية .
6 ـ العالم الإيطالي ـ الدوميلي نشبت معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين بن علي ، وخلفت وراءها فتنة عميقة الأثر، وعرضت الأسرة الأموية في مظهر سيء، ولم يكن هناك ما يستطيع أن يحجب آثار السخط العميق في نفوس القسم الأعظم من المسلمين على السلالة الأموية والشك في شرعية ولا يتهم .
7 ـ الكاتب والمؤرخ الإنكليزي السيد برسي سايكس إن الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى اعجابنا وأكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا .
8 ـ المستشرق الألماني ـ يوليوس فلهاوزن ـ بالرغم من القضاء على ثورة الحسين عسكرياً ، فإن لاستشهاده معنى كبيراً في مثاليته، وأثراً فعالاً في استدرار عطف كثير من المسلمين على آل البيت .
9 ـ العالم الانثروبولوجي الأميركي ـ كارلتون كون ـ إن مأساة مصرع الحسين بن علي تشكل أساساً لآلاف المسرحيات الفاجعة.
10 ـ المستشرق الألماني كارل بروكلمان الحق أن ميتة الشهداء التي ماتها الحسين بن علي قد عجل في التطور الديني لحزب علي ، وجعلت من ضريح الحسين في كربلاء أقدس محجة .
11 ـ الباحث الإنكليزي ـ جون أشر إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي .
12 ـ المؤرخ الإنكليزي جيبون إن مأساة الحسين المروّعة ـ على الرغم من تقادم عهدها ـ تثير العطف وتهز النفس من أضعف الناس إحساساً وأقساهم قلباً. إن مذبحة كربلاء قد هزّت العالم الإسلامي هزاً عنيفاً ... ساعد على تقوية دعائم الدولة الأموية .
13 ـ الصحافي الألماني جرهارد كنسلمان : يقول جرهارد كنسلمان : إن الحسين ومن خلال ذكائه قاوم خصمه الذي ألب المشاعر ضد آل علي وكشف يزيد عبر موقفه الشريف والمتحفظ فلقد كان واقعيا ولقد أدرك إن بني أمية يحكمون قبضتهم على الإمبراطورية الإسلامية الواسعة .
من هنا إنطلقت الحياة غير الهادئة لحفيد النبي الامام الحسين عليه السلام، فقد إبتدأت بعد موت معاوية عليه اللعنه حيث شعر الامام بخطر وتحد قادمين عليه وعلى الدين الاسلامي الحنيف من الأمويين.
فيقول : لقد كان يزيد عليه اللعنه مستخفا، مستهزئا لا يقوى على تحمل المسؤولية، قال عنه احد الرجال البارزين الذي يذكر العهد الذهبي الذي حكم فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أعلينا أن نبايع من يلاعب الكلاب والقرود ومن يشرب الخمر ويرتكب الآثام علنا، كيف نكون مسؤولين عن هذه البيعة أمام الله ؟ وأتى الحسين (ع) واسرته جميعا من آخر يوم من العام الستين الهجري إلى الفرات بعد أن تحطمت الآمال ولكن الإصرار يحدوه بعدم البيعة ليزيد عليه اللعنه فلم يكن في ذهنه تفكير في الرجوع .
إن المتبقين من الأنصار قد سمعوا أن الويلات ستحل عليهم ، لكنهم صمدوا وثبتوا ، ومع ان الامام الحسين أخبرهم بما سيحل عليهم ، لانه ذات ليلة رأى في منامه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ظهر له وقال ستكون غدا عندنا في الجنة وبكت نساء الحسين عليه السلام وإنتحبن لهذا الكلام ولكن الحسين طلب منهن التماسك وقال : إن بكينا ضحك العدو، ومن منا يريد غبطة على هذا الضحك .
والمرة أخيرة حاول زعيم الركب الحسيني إستخدام عنصر الإقناع أمام أعداءه، فقد كان رجلا ذا كلام ساحر خاصة في وقت الشدة، ولكن لم ينفعهم ذلك ، فنزل للحرب مع عدم رغبته بها وبقيت كلمات الشهيد الحسين مقدسة حتى اليوم ولقد إستخدم فيها الامام عناصر الفصاحة فإستعان بالمبررات وعبارات الرجاء إلا أنها بقيت بلا أثر فيهم ، وفي قيض الظهيرة أصاب الوهن صوت الامام الحسين عليه السلام فجف حلقه وشفتاه ولسانه بفعل العطش فصار القرار للسيوف .
الكاتب كونسلمان : وبما ان أعداء الحسين عليه السلام تفوقوا عددا إلا أنهم لم ينجحوا بسرعة في كسر الحلقة حول الحسين عليه السلام وكان العطش قد أصاب رجاله وعياله وأثر فيهم بصورة خاصة لأن العدو قد حال بينهم وبين ماء الفرات، وبحلول العصر إنكسرت الحلقة حول الامام الحسين عليه السلام، فلم يكن أمام حفيد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحسين عليه السلام إلا أن يستخدم سيف ذي الفقار الذي دافع به عن نفسه النبي وعلي، فقاتل ببسالة عظيمة حتى إنكسر أمام الخصم وكان قد أصيب بأربع وثلاثين ضربة سيف، وثلاث وثلاثين رمية نبال ، وهكذا قتلوه وقتلوا أصحابه بلا رحمة .
وقام أتباع يزيد بفصل الرؤوس عن الأجساد بما فيهم الامام الحسين وخلعوا الثياب من الأجساد الدامية ومثلوا بكثير من جثث القتلى من أبناء الحسين ولم يسلم منهم حتى الطفلين، وعندما هوجمت الخيام التي تحوي النساء لم يبق على قيد الحياة الا نساء وعدد قليل منالغلمان فتم إرسالهم إلى الكوفة ليلا فتركوا كربلاء باكين ووصلوا الكوفة حتى سمعت صرخات مدوية ونحيب ، مما أصابت الهستيريا أصحاب الفضول بعد إحباطهم من نصرة الحسين (ع).
أدى مصرع الحسين إلى ان تصير سلالة آل محمد وعلي في ضمير كثير من المسلمين ... إنهم أنبل جنس عاش على أرض الدولة الإسلامية، وصار مصرع الحسين في كربلاء أهم حدث في مجرى التاريخ وظل هذا الشهيد رمزا للمسلمين حتى يومنا هذا ، وقد أحس يزيد أن الحسين ميتا لهو أخطر عليه من الحسين حيا .
14 ـ المستشرق الهولندي ـ دينهارت دوزي لم يتردد الشمر لحظة في الإشارة بقتل حفيد الرسول حين أحجم غيره عن هذا الجرم الشنيع وإن كانوا مثله في الكفر .
15 ـ الباحثة الإنكليزية ـ جر ترودب لقد أصبحت كربلاء مسرحاً للمأساة الأليمة التي أسفرت عن مصرع الحسين.
16 ـ المستشرق الإنكليزي د ـ ج ـ هوكارت ـ دلت صفوف الزوار التي ترحل إلى مشهد الحسين في كربلاء والعواطف التي ما تزال تؤججها في العاشر من محرم في العالم الإسلامي بأسره كل هذه المظاهر استمرت لتدل على أن الموت ينفع القديسين أكثر من أيام حياتهم مجتمعة .
17 ـ المستشرق الأميركي غوستاف غرونييام الكتب المؤلفة في مقتل الحسين تعبر عن عواطف وانفعالات طالما خبرتها بنفس العنف أجيال من الناس قبل ذلك بقرون عديدة. ان واقعة كربلاء ذات أهمية كونية ، فلقد أثرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين الرجل النبيل الشجاع في المسلمين تأثيراً لم تبلغه أيّة شخصية مسلمة أخرى.
18 ـ الأثاري الإنكليزي ستيفن لوي حدثت في واقعة كربلاء فظائع ومآسي صارت فيما بعد أساساً لحزن عميق في اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام ، فلقد أحاط الأعداء في المعركة بالحسين واتباعه ، وكان بوسع الحسين أن يعود إلى المدينة لو لم يدفعه إيمانه الشديد بقضيته إلى الصمود، ففي الليلة التي سبقت المعركة بلغ الأمر بأصحابه القلائل حداً مؤلماً ، فأتوا بقصب وحطب إلى مكان من ورائهم فحضروه في ساعة من الليل، وجعلوه كالخندق ثم ألقوا فيه ذلك الحطب والقصب وأضرموا فيه النار لئلا يهاجموا من الخلف، وفي صباح اليوم التالي قاد الحسين أصحابه إلى الموت ، وهو يمسك بيده سيفاً وباليد الأخرى القرآن ، فما كان من رجال يزيد إلا ان وقفوا بعيداً وصوّبوا نبالهم فأمطروهم بها فسقطوا الواحد بعد الآخر ولم يبق غير الحسين وحده ، واشترك ثلاثة وثلاثون من رجال بني أمية بضربة سيف أو سهم في قتله ووطأ أعداؤه جسده وقطعوا رأسه .