اعلن نائب وزير الحرب الصهيوني ماتان فلنائي ان الحرب المقبلة التي ستخوضها اسرائيل ستغدو ملموسة ليس فقط على الحدود وانما في كل ارجاء كيانه، مشيراً الى انه سينخرط في هذه الحرب المدنيون. هذا في وقت اشارت صحيفة يدعوت احرنوت الى تآكل قوة الردع الاسرائيلية وقدرتها على الدفاع عن مواطنيها.
فلثلاثة أعوام وأكثر يتابع كيان العدو مناورات شاملة لمختلف قطاعاته العسكرية والأمنية والمدنية لاستعراض قوته العسكرية التي أصيبت بنكسة كبرى خلال حرب تموز 2006.
لكن استعراض القوة هذا يبدو انه لم يفلح في إزالة التشكيك بالقدرة الردعية للجيش الاسرائيلي بالرغم من كل الجهد المبذول، إذ تحدثت صحيفة يديعوت احرونوت عن اربعة تطورات تؤدي الى تآكل قوة الردع الاسرائيلية وقدرتها على التصدي بفعل الكميات الهائلة والنوعية من الصواريخ التي تتراكم على حدود اسرائيل وفي ايران، والصعوبات والمخاطر التي تعيق هجوم سلاح الجو الاسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية.والعزلة السياسية لاسرائيل وتراجع مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
ومن خلال هذه المؤشرات فإنَّ البحث جارٍ عن مدماك جديد من الردع التقليدي بهدف منع الهجمات الصاروخية وحتى الهجمات النووية ضد اسرائيل.
وبحسب يديعوت أحرونوت فإنَّ على اسرائيل أن تُنشئ لنفسها منظومة ردع من طراز جديد يمكن الجيش الاسرائيلي من شن هجوم سريع وفعَّال مع الحد الأدنى من الاحتكاك مع المجتمع الدولي على ان يكون هذا الهجوم ضد اهداف عسكرية وبنى تحتية في عمق مناطق العدو وعلى بعد كبير من الحدود.
ازمة القوة التي يعانيها الكيان العبري باتت واضحة المعالم وهي دفعت نائب وزير حرب العدو للقول إنَّ الحرب الأفضل هي الحرب التي يمكن منع وقوعها لأنها في حال وقعت سوف تمس كل مكان في دولة اسرائيل.
فلنائي ومن المستوطنات على الحدود مع لبنان قال ان العدو يرى في الصواريخ سلاحاً مركزياً. مشدداً على أن خطرها على إسرائيل بات ملموساً في حال وقوع أي مواجهة في المستقبل، حيث أن كل مدن إسرائيل ستتحوّل إلى جبهة قتال.
هذا وشدد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، غابي أشكنازي، على أهمية ما وصفه الردع القائم على الحدود الشمالية مع لبنان، لكنه أكد في الوقت نفسه مواصلة حزب الله مراكمة قدراته العسكرية. وقال أشكنازي في كلمة ألقاها أمس في مستوطنة سديروت جنوب فلسطين المحتلة، أنه «رغم الانتقادات التي سيقت حيال حرب لبنان الثانية، إلا أنها نجحت في نهاية الأمر بأن تفرض الردع على الحدود الشمالية لإسرائيل»، مضيفاً: «لا أذكر فترة طويلة كهذه من الهدوء على الحدود الشمالية، إذ يوجد هدوء في الشمال منذ ثلاث سنوات، لكن في الوقت نفسه علينا أن لا نوهم أنفسنا، فنحن على إدراك بأن حزب الله يواصل تعاظمه (العسكري)، والجيش الإسرائيلي في حالة استعداد وجهوزية لمواجهة أي تصعيد» على الجبهة.
وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، زعمت إن «حزب الله تنظيم لا يمثل الشعب اللبناني، بل يشكل ذراعاً لإيران، ليس إلا»، مضيفة ان «الدولة العبرية لن تمر مرور الكرام على أي اعتداء محتمل، على حدودها الشمالية ».
جدل صهيوني حول الانسحاب من الغجر ونائب وزير صهيوني يعتبر الانسحاب تنازلا للسيد نصر الله
في سياق مواز، هاجم نائب وزير تطوير النقب والجليل في الحكومة الإسرائيلية، عضو الكنيست أيوب قرا (الليكود)، توصية «منتدى السباعية» للمجلس الوزاري المصغر بالانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر، مشيراً إلى أن «هذه الخطوة تشكل تنازلاً عن هذه المنطقة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ».
وقال قرا إن «الحمار فقط هو الذي يصدم رأسه مرتين بالجدار، ذلك أننا نعمل من جديد على وضع ثقتنا بجنود الأمم المتحدة، وهم مجرد دمى»، مضيفا: سأواصل نضالي حتى آخر قطرة من دمي، ضد هذا المسار.
ورفض قرا أن يكون لخطوة الانسحاب من قرية الغجر أي تأثير إيجابي على مكانة من يسمون المعتدلين في لبنان، سائلاً: «كيف لا يقدم المعسكر المعتدل برئاسة الحريري على السيطرة على جنوب لبنان؟ فنحن دائماً نهاجم من هناك بعدما هربنا من هذا البلد». أضاف: «هل من الممكن أن نفكر أننا في أوروبا، وأننا نجري مفاوضات مع ملكة بريطانيا، ليس من الضروري ذر الرماد في عيون الناس. فالحكومة اللبنانية ليست إلا حكومة دمى تحركها سوريا وإيران من بعيد. إننا في الواقع نخلي هذه المنطقة لنصر الله ».
وقد طلب وزير خارجية العدو الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو، ورئيس الشاباك يوفال ديسكن، إجراء فحص بواسطة جهاز كشف الكذب (البوليغراف) للمشاركين في المجلس الوزاري السباعي الذي اجتمع يوم الأحد الماضي لمناقشة انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قرية الغجر.
وكان المجلس السباعي قد اجتمع بعد ظهر الأحد في مكتب رئيس حكومة العدو لمناقشة انسحاب قوات الاحتلال من الغجر، وهو ما اعتبر سريا جدا، وغداة الاجتماع، الإثنين، نشرت صحيفة "هآرتس" تفاصيل عن الموضوع.