بالخط الاسود العريض وعلى مقدمة صفحاتها الاولى حظيت الوثيقة السياسية لحزب الله التي اعلنها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله باهتمام كبير في الصحف اللبنانية التي رحبت بمضمون الوثيقة الثانية للحزب التي شكلت تحولاً كبيراً في رؤيته السياسية والاستراتيجية.
فاعلان السيد حسن نصر الله للوثيقة السياسية لحزب الله احتل صدارة العناوين في العديد من الصحف اللبنانية والعربية. فيما اسهب البعض منها في عرض مضامين الوثيقة والنقلة النوعية في العمل السياسي لدى الحزب.
صحيفة السفير رأت أنَّ حزب الله قدّم للمرة الأولى منذ دخوله الندوة النيابية في العام اثنين وتسعين، وثيقة مكثفة تشكل مرجعاً، للقاصي والداني، لمحاكاة ومحاكمة موقف الحزب من إشكاليات عدة أبرزها موقفه من المقاومة والدولة في لبنان والقضية الفلسطينية والعروبة والعلاقة مع إيران.
واعتبرت الصحيفة ان التوقيت الذي اختاره الحزب للاطلالة بالوثيقة ممتاز لاسيما وان السيد نصر الله تولى تلاوتها شخصياً في مؤتمر صحافي، نقلت وقائعه فضائيات لبنانية وعربية وإسلامية، وحظي باهتمام الإعلام الغربي، فيما كانت بعثات دبلوماسية غربية تتابع وقائعه على الهواء مباشرة، تمهيداً لإعداد تقارير حول قراءتها لأبرز ما تضمنه.
في الشكل والمضمون، ها هو حزب الله، للمرة الأولى منذ "الرسالة المفتوحة" الأولى يبادر إلى تقديم وثيقة سياسية راقية ومدروسة.
صحيفة الاخبار رأت ان تولّي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله شخصياً تلاوة الوثيقة السياسية، يمثّل بحد ذاته إشارة إلى اهتمام الحزب بنشر خطابه السياسي العام إلى أوسع فئة ممكنة من اللبنانيين والعرب.
وبحسب الاخبار فان في مفردات النص إشارات إلى صراعات ذات أبعاد إنسانية تتصل بالاستغلال والهوّة بين الفقراء والأغنياء، وهي أمور لا تعكس تحوّلاً في نظرة حزب الله، لكنّها تظهر للمرة الأولى إلى العلن على شكل وثيقة تشير إلى أن المنطق الذي يتحكم بالعقل السياسي لجهةٍ مثل حزب الله، يحتاج إلى العلم وسيلةً للتعرّف والتبصّر، وهو الوسيلة التي لجأ إليها كلّ من قرر مواجهة الاستعمار من دون جنون.
بدورها اشارت صحيفة النهار الى ان الوثيقة الثانية لـ"حزب الله" حظيت باهتمام لم يقتصر على الاوساط المحلية بل شمل ايضاً الوسط الديبلوماسي العربي والاجنبي، نظراً الى الدلالات التي انطوت عليها الوثيقة سواء في تطور مسيرة الحزب وسياساته وطروحاته على المستوى السياسي الداخلي، أم في رسمها لمعالم ارتباطاته وتحالفاته الخارجية اقليميا واسلاميا.
والواقع أن الوثيقة حملت تغييراً كبيراً وملحوظاً في خطاب الحزب وادبياته ومصطلحاته في الشأن اللبناني الداخلي بالمقارنة مع وثيقة تأسيسه الاولى وخطابه في مراحل انطلاقته.