إشراقة الغد مشرفة عامة
عدد المشاركات : 6037 تاريخ التسجيل : 12/07/2009 -------- :
| موضوع: 90% من متاعبنا و ألامنا تبدأ منا نحن !! الأحد نوفمبر 08, 2009 11:37 pm | |
| 90% من متاعبنا و ألامنا تبدأ منا نحن !!
كثيرة هي الآلام التي تكتسي فريق من الناس, وتؤدي بهم إلى المهالك وتنضب وجوههم سحابة غابرة من الحزن,ويتساءلون دوما عن ماهيات انبعاث ذلك الضجيج الذي من حولهم ويحسبون أنهم سارقو الحض التعيس وهم لايعلمون أن ذلك داخلهم ويدور في أفلاكهم !
يقول أحمد أمين: "لنستعرض الآن نماذج من الناس يتعبون متاعب جمة، ومصدر تعبهم هم أنفسهم، وكان في إمكانهم أن لا يتعبوا إذا غيَّروا نفسيتهم، وأصلحوا من نظرتهم إلى الحياة.
هنالك الرجل الذي لا يعمل عملاً إلا وأغضب من حوله؛ فإذا وظف أتعب زملاءه بما يجرحهم من كلام، أو ما يصدر عنه من تصرف، وإذا ساق سيارة لم يبال بما يصنع في الطريق، وإذا أشرف على أسرته لم يعبأ بزوجته ولا ولده، وإذا تصرف أي تصرف في الحياة استطاع بقدرته العجيبة أن يحول تصرفه إلى معركة مهما كان نوع العمل بسيطاً.
وهناك المرأة التي تخلق من كل شيء سبباً للنزاع حول ما تشتري، وحول ما تلبس، وحول ما تسكن، ولا يعجبها أي تصرف من تصرفات زوجها، ولا يعجبها أي عمل من أعمال أولادها؛ فهي ناقمة أبداً ساخطة أبداً متعبة لنفسها ولأسرتها أبداً.
وهناك الرجل الذي حطم أعصابه بسلوكه، وتوقع الفشل في كل شيء سيحدث فهو إذا تزوج اعتقد أنه سيفشل في الزواج، وإذا رزق أولاداً توقع أنهم لا ينجحون في مدارسهم، وإذا سار في الطريق توقع أنه ستصدمه سيارة أو ترام، وإذا عهد إليه عمل توقع أنه لن ينجح فيه وهكذا... فنظرته إلى الدنيا نظرة تشاؤم مستمر، وهذه النظرة كفيلة بأن تنغص عليه، وعلى من حوله معيشتهم.
وهناك العيَّابون والظنَّانون الذين لا يعجبهم العجب، فلا أسرتهم تعجبهم ولا حكومتهم تعجبهم، ولا الجرائد إذا قرؤوها، ولا المجلات إذا تصفحوها، ولا التعليم إذا عرضت عليهم أساليبه، ولا أي نظام في بلدهم يعجبهم، ثم هم يعيبون ولا يقترحون، ويهدمون ولا يبنون، فاسودَّ العالم أمامهم، وسودوه من حولهم.
هذه بعض أمثلة من متاعب الحياة الوهمية التي أوجدها الإنسانُ بنفسه، وخَلَقَها بأوهامه أو أعصابه أو تشاؤمه، ثم رمى نفسه بها، وتعب منها، وأتعب من حوله بها.
والعالم مملوء بهذه المتاعب الوهمية التي ليس لها علاج خارجي، وإنما علاجها ليس إلا في إصلاح النفس ونظرتها إلى الحياة.
أما المتاعب اليومية الكثيرة الوقوع فيمكن التغلب عليها بتسليح النفس وتقويتها، وأهم سلاح للنفس تستطيع به التغلب على المتاعب قدرتها على تعديل نفسها على وفق الصعاب التي تعترضها، فإذا كانت متاعب الحياة من قلة دخل البيت أمكن بالحكمة في الإنفاق التغلب على الصعاب، وإذا كان التعب من غضب الزوجة أو الزوج فالعلاج أن يتعود الحلم، ويقابل الإساءة بالإحسان.
وكلما استطاع الإنسان أن يعدِّل نفسه وفق الظروف التي حوله كان أسعد حالاً، وأقل متاعب.
من أراد أن يعالج نفسه علاجاً حقيقياً ليخفف عنه وعمن حوله ما يصدر عنه من متاعب، فليعرف نفسه أولاً.
وكثير من متاعب الحياة ترجع إلى مزاج الشخص، والمزاج هو أساس ما يصدر عن الإنسان من سلوك، وقد كان الأقدمون يقسمون الأمزجة إلى أربعة: دموي، وبلغمي، أو ليمفاوي وصفراوي، وسوداوي، وقد خصصوا لكل مزاج من هذه الأمزجة صفات خاصة؛ فالدمويون يمتازون بحب الحركة، والمرح، والخفة، وسعة الأمل، والطيش، وقلة الصبر.
والبلغميون يميزهم بطء الحركة والخمول، وقلة الجلد والوداعة، والميل إلى السكون.
والصفراويون يميزهم الطموح، والعناد، وحب العمل، والشجاعة.
والسوداويون يميزهم الانقباض، والحزن، والتشاؤم، والتأمل، والتواضع.
ولا يمكن التغلب على المتاعب التي من هذا القبيل إلا إذا عرف السبب، ثم عولج علاجاً صحيحاً عميقاً لا علاجاً سطحياً ظاهراً.
وهذه هي نقطة الصعوبة في الموضوع؛ فكثير من الأمراض النفسية لا يمكن علاجه إلا إذا عرف أصله، وعرف تاريخه، وفي كثير من الأحوال يرجع المرض النفسي إلى حالة الشخص في طفولته، أو حادث قديم حدث له في شخصه أو حدث في أسرته، وعلى ذلك أمثلة كثيرة.
فالأبوان اللذان لم يرزقا إلا طفلاً واحداً وهما على حالة جيدة من الثراء يعتادان أن يجيبا الطفل من صغره إلى كل مطالبه، فلا يذوق ألم الحرمان، ولا يتعود شيئاً من التضحية؛ وليس له أخ أو أخت يعلمانه في البيت درس الأخذ والعطاء والأثرة والإيثار؛ فينمو عنده الاعتداد بشخصه، وعدم النظر إلى شيء إلا إلى نفسه، فَمَالُ الأبوين له ولملذاته، وصحتهما ومتاعبهما لراحته، وينمو وهو مدلل، يغضب أشد الغضب إذا لم تحقق رغبته، هكذا هو في بيته وخارج بيته.
مثل هذا الشاب يكون مصدراً لمتاعب لا تنتهي؛ متاعب في مدرسته عند تعلمه، ومتاعب في وظيفته إذا وظف، ومتاعب في زواجه إذا تزوج، فإذا أردنا أن نعرف السبب في متاعبه لا يمكن أن يتضح إلا بالرجوع إلى حالته في الطفولة، كما رأينا، وإذا أردنا العلاج فلا يصح علاج إلا بعد معرفة سبب المرض.
وهذا ما جعل قول سقراط باقياً على الدهر وهو: اعرف نفسك .
فمن أراد أن يعالج نفسه علاجاً حقيقياً ليخفف عنه وعمن حوله ما يصدر عنه من متاعب فليعرف نفسه أولاً، في أي نقطة هو ضعيف، وبأي مرض هو مريض، ثم يبدأ بالعلاج."
| |
|
خامنئي_نصرالله ضابط
عدد المشاركات : 1678 تاريخ التسجيل : 16/10/2010 العمر : 42
| موضوع: رد: 90% من متاعبنا و ألامنا تبدأ منا نحن !! السبت نوفمبر 20, 2010 4:56 am | |
| | |
|
إشراقة الغد مشرفة عامة
عدد المشاركات : 6037 تاريخ التسجيل : 12/07/2009 -------- :
| |