بلغ الفجور الإسرائيلي أقصى مداه في العربدة مع الحملة التي يطلقها نتنياهو تحت شعار مكافحة تسلح حزب الله ، و السيناريو البائس للقرصنة الإسرائيلية التي استهدفت سفينة تجارية ، هو حلقة من عملية مستمرة لتكوين فصول متلاحقة من الحملة الصهيونية ضد المقاومة اللبنانية و لتسخير المزيد من التدخلات الدولية في لبنان و إحكام تدابير الحصار البحري و الرقابة الجوية بالأقمار الصناعية التي انطلقت مع القرار 1559 و جرى تنشيطها بعد القرار 1701 لتعويض هزيمة إسرائيل عام 2006 .
يسعى الإسرائيليون إلى قلب الصورة أمام العالم و هم يستفيدون بوضوح من حالة الفراغ الحكومي في لبنان و من الانقسامات السياسية اللبنانية و من الجدل الذي تثيره قوى و مرجعيات لبنانية بكل أسف حول المقاومة و دورها و سلاحها بما يخدم العدو في هذه الظروف ، على الرغم من وجود اتفاق لبناني على إبقاء هذا الملف في عهدة الحوار الوطني بشأن إستراتجية الدفاع عن لبنان .
هذا المناخ يتحول إلى حقل استثمار أميركي إسرائيلي ضد لبنان المهدد بالفعل من قبل إسرائيل منذ قيامها على حدوده الجنوبية ، وهو ما يزال واقعا تحت التهديد على الرغم من قوة الردع الدفاعية التي امتلكتها مقاومة لبنانية شعبية بإمكاناتها الخاصة و بفضل شراكتها مع الجيش اللبناني منذ اتفاق الطائف ، و هي تمكنت بذلك من تكوين منظومة دفاعية واقعية برهنت على فاعليتها في حرب تموز .
إسرائيل تنفذ منذ أشهر تدريبات مشتركة مع الجيش الأميركي و بقيادة ضباط الأركان في مختلف الأسلحة الأميركية الذين يتولون الإمرة الفعلية للقوات الإسرائيلية منذ حزيران الماضي ، و في صلب هذه التدريبات التي جرى معظمها على حدود لبنان سيناريو عدوان شامل و تدميري ضد لبنان .
إسرائيل تتبنى خطة معلنة للتطهير العرقي و لتهجير الفلسطينيين من الجليل إلى لبنان خلال السنوات القليلة الماضية و هي تتبنى مع الولايات المتحدة مخططا لشطب حق العودة و فرض التوطين على الشعب الفلسطيني و على لبنان .
إسرائيل تجاهر بأطماعها المائية في لبنان و في ظل عشرات الدراسات الإسرائيلية التي تتحدث عن أزمة مياه خانقة في الكيان الصهيوني .
إسرائيل تواصل ممارسة عملياتها العسكرية ضد لبنان من خلال تحليق طائراتها الحربية و التجسسية و عبر الانتهاك المتمادي للسيادة اللبنانية على جميع الجبهات .
إسرائيل تواصل احتلال أراض لبنانية تبين ان جميع الوعود الدولية و الأميركية خصوصا بإعادتها كانت كاذبة و لتكريس الاحتلال فيها بهدف ابتزاز لبنان و مساومته على سيادته و حقوقه .
لبنان ليس تحت التهديد بل هو تحت العدوان الذي يمكن لإسرائيل ان تنقله إلى درجة أعلى بما فيها حالة الحرب الشاملة في أي وقت .
في مجابهة هذا الوضع الخطير يقضي أقل اعتبار للوطنية اللبنانية و للسيادية اللبنانية ان يجاهر اللبنانيون بتصميمهم على مضاعفة القوة التي يملكها الجيش من خلال خطة لتسليحه بالصورة اللائقة التي هي الشرط المسبق لأي كلام عن الرخاء و الاستثمار الاقتصادي .
و بالتوازي مع تسليح الجيش يجب أن يجاهر لبنان بحق المقاومة اللبنانية في تعظيم قدراتها الرادعة التي بينت التجربة أنها وحدها من ردع العدو و حروبه و احتلاله .
ليس مشروعا لأي لبناني أن يخجل من حقيقة ان تسلح المقاومة و الجيش هو حق لبناني أمام عدو يتحول إلى ترسانة نووية مسلحة حتى الأسنان بدعم القوة الإمبراطورية الأميركية و بمشاركة جيوشها و أساطيلها .
بكلمة ما قاله العماد عون في هذا الموضوع يعبر عن وجدان كل لبناني حر و سيادي و قيمة الكلام انه صدر عن قائد سابق للجيش و ليس فحسب عن زعيم سياسي يبدي رأيا في قضية سجالية .
الشرق الجديد