حرب تموز (حسب التسمية الشائعة في لبنان) أو حرب لبنان الثانية (حسب التسمية الإسرائيلية) استمرت 34 يوما في مناطق مختلفة من لبنان، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية وفي العاصمة بيروت، وفي شمالي فلسطين المحتلة، في مناطق الجليل، الكرمل ومرج ابن عامر، وكانت الحرب تؤثر على منطقة هضبة الجولان أيضا.
في خضم الصراع العربي الإسرائيلي، أصرت إسرائيل على إبقاء مختطفين لديها، وأصر حزب الله لبنان على تبني تحريرهم، وبعد مرور حوالي 30 عاما على سجن بعض اللبنانيين (سمير القنطار) وبعد يأس المفاوضات الغير مباشرة لإطلاق سراحه، قرر حزب الله أسر جنود إسرائيليين لتحرير بقية اللبنانيين وغيرهم من المعتقلات الإسرائيلية، وفي 12 يوليو 2006 شن حزب الله عملية الوعد الصادق، أدت إلى أسر جنود إسرائيليين، فبادرت مباشرة القوات الإسرائيلية واقتحمت الجدار الحدودي ودخلت إلي الأراضي اللبناني فكان حزب الله مترصدا للإسرائيليين وقصف الدبابتين، فقتل 8 جنود إسرائيليين، من بينهم إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف الذين أسرا إلى لبنان دون الإبلاغ عن مصرعهما، وجرح أحدا.
وردا على عملية الأسر شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على جنوب لبنان مستهدفا محطات الكهرباء ومطار بيروت وشبكة من الجسور والطرق مما أدى إلى مقتل العشرات وذلك في اليوم الثاني للعملية، كما انضمت قوات بحرية إسرائيلية للهجوم، واستدعى الجيش الإسرائيلي فرقة احتياط مؤلفة من ستة آلاف جندي لنشرها سريعا شمال فلسطين المحتلة، تحت تعليق إعادة الأسيرين إلى إسرائيل.
وفي نفس اليوم قام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعقد مؤتمر صحفي أعلن فيه أن الجنديين الإسرائيليين تم ترحيلهما إلى مكان بعيد وأن العملية عملية فردية يتحمل مسؤوليتها الحزب وحده ولا علاقة للحكومة اللبنانية بها؛ وفي نفس المؤتمر دعا السيد حسن نصر الله الحكومة الإسرائيلية للتفاوض الغير مباشر لإتمام تبادل الأسرى وهددها بأن قوات حزب الله جاهزة للتصعيد إذا بادرت هي بالتصعيد؛ وبعدها فرضت إسرائيل حصارا بحريا وجويا على لبنان.
إلى ذلك أطلق حزب الله تسمية "الوعد الصادق" على العملية العسكرية لأسر الجنديين وبحسب إعلام حزب الله بينما سميت العملية العسكرية الإسرائيلية لتحرير الجنديين عملية "الثواب العادل" من قبل الحكومة الإسرائيلية، وتتابعت الأسماء حسب المعطيات فأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى هذه الأحداث باسم "حرب لبنان الثانية" أو حرب إسرائيل الأولى مع العرب لضراوتها، ثم أصبح هذا الاسم"حرب إسرائيل الثانية" رسميا في إسرائيل.
أهداف حرب تموز
تعددت الصياغات الإسرائيلية لأهداف الحرب و تحركت بناء على توازن القوى و سير المعارك في الميدان و قد تزايدت الأهداف التي طرحها الإسرائيليون، بصورة عكست ارتباكا شديدا على الرغم من كون خطة الحرب قد وضعت قبل سنة من تموز 2006 و من يوم 12 تموز الذي شهد عملية الوعد الصادق التي شنتها المقاومة اللبنانية .
من الأهداف التي رفعها الإسرائيليون : استعادة الأسيرين دون مقابل ، ضرب البنية الأساسية لحزب الله و الوصول إلى الليطاني لمنع صواريخ حزب الله من إصابة العمق الإسرائيلي وفي كل يوم من الحرب كان المسؤولون الإسرائيليون يطرحون هدفا جديدا ، وبالرغم من تعدد الأهداف إلا أن الحرب انتهت دون تحقيق هدف واحد.
الشرق الجديد