في اليوم الاول من محاكمة قاتل المصرية مروة الشربيني في مدينة درسدن الالمانية، روى زوجها علوي عكاظ الاثنين كيف تعرضت للطعن حتى الموت امام عينيه قبل نحو اربعة اشهر على ايدي شاب عنصري ما اثار موجة من الغضب في مصر والعديد من الدول الاسلامية.
وقدم المصري عكاظ (32 عاما) شهادته امام محكمة درسدن (شرق المانيا) في المكان نفسه الذي قتلت فيه زوجته مروة (31 عاما) في الاول من تموز/يوليو الماضي وكانت حاملا في شهرها الثالث.
والمتهم الكس فيينز (28 عاما) من الاقلية الالمانية التي تعيش في روسيا وهاجر الى المانيا عام 2003. واستمع الى شهادة الزوج وهو جالس وراء زجاج مصفح في حين انتشر نحو 200 شرطي حول قاعة المحكمة تخوفا من اي حوادث. ورفض المتهم الرد على اجابات القاضي ووضع يديه على وجهه واصر على وضع نظارات شمسية ما دفع القاضي الى فرض غرامة مالية عليه.
وكان علوي عكاظ استقر في المانيا منذ العام 2004 وهو يعمل مهندسا في العلم الوراثي في معهد ماكس بلانك للهندسة الوراثية. وروى كيف هاجم المتهم زوجته خلال مثوله امام محكمة استئناف بعد ان حكمت عليه محكمة بداية بغرامة قدرها 780 يورو لتوجيهه شتائم عنصرية الى مروة الشربيني.
وكان المتهم وصف عام 2008 المتهمة بانها "اسلامية وارهابية" و"ساقطة" بعد ان سألته ما اذا كان بامكان ابنها استخدام الارجوحة التي كان يجلس عليها في ملعب للاطفال. وقال علوي عكاظ ان احدا لم يكن يتوقع ان يهجم المتهم على مروة في قلب قاعة المحكمة.
وروى الزوج المفجوع قائلا "هاجم المتهم زوجتي بشكل مفاجىء وضربها مرارا وعندما سارعت لنجدتها ضربني ايضا. عندها فقط لاحظت انه كان يحمل سكينا وبانه كان يوجه لها طعنات".
وتابع علوي عكاظ الذي دخل قاعة المحكمة متكئا على عكازين "بعد ذلك بدأ يوجه الي طعنات بالسكين الذي كان يحمله". كما اصيب الزوج برصاصة اطلقها احد عناصر الشرطة الذي خلط بينه وبين المعتدي. ووقعت الجريمة امام ابن مروة وعلوي وهو طفل في الثالثة والنصف من العمر.
وقال فرانك هنريك محامي الاتهام "لقد طعنهما بدافع الحقد فقط تجاه غير الاوروبيين والمسلمين". وخلال التحقيق لم يخف المتهم "حقده الشديد" على غير الاوروبيين وخصوصا المسلمين. ولم يجد الاطباء النفسيون الذين عاينوه اي اسباب قد تخفف من وطأة جريمته.
وينتمي المتهم الى "الاوسيدلر" وهم روس من اصل الماني عادوا الى ارض اجدادهم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. وغادر مدينة برم في الاورال الى درسدن في المانيا حيث كان عاطلا عن العمل يعتاش من اعانات اجتماعية.
ومن المقرر ان تنتهي المحاكمة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر. وبمعزل عن الجدل حول الامن في المحاكم -- اذ ان الشرطي لم يتدخل سوى بعد دقائق عدة من بدء الهجوم -- احدث غياب رد فعل من السلطات الالمانية حيال هذه الحادثة العنصرية في شكل واضح، صدمة لدى الراي العام العربي واطلق على مروة "شهيدة الحجاب".
وحضر الجلسة اضافة الى افراد اسرة الضحية السفير المصري في برلين رمزي عز الدين رمزي. وكانت مضت ايام قبل ان تحتل الجريمة العناوين الرئيسية للصحف الالمانية، وادرجت تحت زاوية "امنية" بحيث كانت شبيهة بما شهدته قضية نزاع على ارث في بافاريا قبل اشهر.
كما مر اسبوع قبل ان تعلن الناطقة باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عقد لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك على هامش قمة مجموعة الثماني في ايطاليا، واصفة الجريمة بانها "تندرج في اطار كراهية الاجانب على ما يبدو".
الا ان التاثر والغضب كانا كبيرين في مصر حيث تلت جنازة مروة تظاهرات امام السفارة الالمانية في القاهرة، ثم في ايران وتركيا. واكدت هذه الدول ان السلطات الالمانية تقلل عمدا من دوافع جريمة كره الاجانب هذه.
الشرق الجديد