التأمّلة الثانيةصراع المدى القريب مع المدى البعيدهناك خيارات كثيرة تتطلب التضيحة إمّا
الآن ( المدى-القريب ) وإمّا
غداً ( المدى-البعيد )
ولكن الناس - بإختلاف أفكارهم ومعتقداتهم - ينقسمون في تلك الخيارات ،
فالبعض يفضّل
تقريب الفائدة والرفاهية وقتياً ( القريب ) والآخرين يحبذون
تضخيمها من خلال تأخيرها ( البعيد )
إنّه صراع ال Short-term gains vs. Long-term gainsانا لا أريد أن أسألكم في أي طرف تجلسون .. لآن الأكثرية ستقول في فريق ال Long-term
ولكن أقول ما هي الحالات التي ستكون فيها مع هذا الفريق ومتى في ذاك ؟
وما هي العوامل التي تؤثر في الفريق الذي ستتواجد فيه ؟
وما هي أشهر الصراعات في هذا المجال ؟
فالمستثمر - في عنفوان شبابه - يميل قلبه إلى شركات تنمو بمعدلات خيالية وتتضاعف
أسعار أسهمها Capital Gains ، وإن كانت لا توزع أرباح
أما من هرم وشاخ ، فيميل قلبه إلى شركات مستقرة ، تقوم بتوزيع
أرباح دورية منتظمة Dividends Income
ولكن أيضاً هذا المثال ليس قاعدة مسلّمة ، فهناك إستثناءات .. فما أساس هذه القاعدة وإستثنائتها ؟
ولماذا تشتهي أنفسنا
آيسكريم الفانيلا تحت وطأة حرارة شمس المملكة ونعلم إنّه مضر وفي أحسن الأحوال لا فائدة منه ! هل هي شهوة ترطيب البلعوم ؟!
نعرف أهمية
العلم على المدى البعيد ولكن
لذّة السرير ونعومة البرنوص يمنعانا من الإستيقاظ للإستفادة من الوقت !
نصاب بالتوتر ووجع الرأس .. ندخّن لتخفيف الألم لـ 3 دقائق .. ثم نعود و
ندخّن السيجارة الأخرى .. ثم نقضي على أنفسنا في نهاية المطاف ! ما الحل؟
هل نتحمّل وجع الرأس لمدة ساعات متواصلة ( أمر صعب ) أم نركن إلى خيار السيجارة ( أمر سهل ) ؟
ماذا عن
الصرف ؟ نشتري الآن أم نوفّر لنشتري غداً ؟ وإن وفّرنا الآن وأتى اليوم التالي ، فهل نشتري أم نواصل
التوفير ؟ إذا واصلنا التوفير ، متى نشتري ؟
هل يصح وصف أصحاب فريق ( المدى-القصير )
بالكسل ؟
بالجهل ؟ أم إنّه خيار كأي خيار يعادل ( المدى-البعيد ) بل قد يتفّوق عليه أحياناً ؟
لا شك بأن هناك
متطرفين في فريق ( المدى-البعيد ) كما هو الحال في فريق الخصم .. ولكن متى نكون متطرفين ؟ هل هناك منطقة وسطى ؟ من يحددها ؟
بإختصار، إذا قدّمت لك هذه
الكعكة ( بعد مدفع شهر رمضان ) .. فهل تتناولها ؟