عقد الصحافيون المصروفون تعسّفاً من المؤسسة اللبنانية للارسال (LBC) مؤتمراً صحافياً عند الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس في نادي الصحافة في فرن الشباك، لتوضيح خلفيات قضية صرفهم، معتبرين أن "المؤسسة اللبنانية للإرسال تدعي منذ سنوات انها موضوعية ومركز الحريات لكن تبين العكس إذ تطرد الموظفين الذين لا يشاركونها آراءها السياسية."
واعتبرت الزميلة دنيز رحمة فخري في كلمة لها بإسم المصروفين من الـLBC، "أننا لم نكن لنتوقع يوما أن نتحوّل نحن مادة إعلامية يتداول بها، بعد أن اعتدنا أن نسأل لا أن نُسأل. لكن، انطلاقا من مبدأ الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الانسان، وخوفا على مستقبل الاعلام الحر في لبنان كان لقاؤنا هذا معكم يا مدمني الحرية.
وأشارت فخري إلى أن "الخميس 8/10/2009 وبلحظة هاربة تغير العمر، سبعة عشر عاما تبخرت بشطبة قلم كما كثر من الزملاء، وبعضهم حاضر معنا، ومنهم من تجاوزت عطاءاتهم في ال بي سي العشرين عاما.
لم نكن نعرف السبب وإن كان المجهول أصبح معلوما. لم نشعر يوما بالقلق على مصيرنا في المؤسسة، إذ عملنا خلال هذه السنوات بأخلاق وإخلاص وولاء مطلق لمؤسسة اعتبرناها بيتنا الثاني، وفي كثير من الأوقات على حساب عائلاتنا، بينما يصّر البعض على اعتبارها شركة ليس أكثر، فهل هذه هي مكافأتنا؟"
وأكدت فخري "اننا لم نخطئ في المهنة. لم نتلق يوما إنذارا. كنا نخاف دائما على موضوعية الخبر على شاشتنا، وكان هاجسنا الدفاع عن الحريات والتزام الموضوعية انطلاقا أولا من قناعاتنا، وثانيا انسجاما مع دعوات إدارة المؤسسة في هذا السياق، والتي تبيّن في السنوات الأخيرة أنها مجرد شعارات فارغة، بعيدة كل البعد عما كان يجري في كواليسها وعلى شاشتها."
وسألت فخري: "ماذا تمّ صرفنا؟ في الشكل، السيناريو الأسوأ: اتصال هاتفي استدعينا بموجبه للتبليغ شفهيا بصرفنا من دون أي تبرير أو وثيقة مكتوبة تبرز الأسباب أو المعايير التي اعتمدت في صرفنا من دون سوانا.
أسلوب مهين ومذلّ لكرامتنا كموظفين وصحافيين وإعلاميين لا يرتضيه أي انسان حتى لعدّوه. علما أن أي مسؤول لم يكلف نفسه عناء الاتصال بنا لشرح أسباب القرار أو حتى لإلقاء تحية الوداع. كما لم تراع أدنى الاعتبارات الانسانية، إذ من بيننا حوامل. فهل يتحملون العواقب النفسية والجسدية التي قد تنتج عن إجراء كهذا مناف للأخلاقيات أولا ولقانون العمل ثانيا؟"
أضافت: "ولم تراع أيضا الاعتبارات الانسانية في صرف أرباب العائلات الذين أدخلوا أولادهم الى المدارس في ظرف اقتصادي صعب.فإذا كان ثمّة إعادة هيكلة داخل المؤسسة كما بررت الادارة في الإعلام، فهل تكون إعادة الهيكلة بصرف ذوي الخبرات والكفاءات العالية، وهذا بشهادة أهل المهنة".
ولفتت فخري إلى أنه "بعد كل ما تقدم لا يمكننا أن نسقط من حساباتنا الخلفيات السياسية لهذه الخطوة. لم نكن نريد أن نصدق ذلك، لاسيما أن توجيهات الإدارة كانت تدعو دائما الى قبول الآخر. وجاء التفسير الذي صدر على لسان مدير الأخبار والبرامج السياسية أمام عدد من الموظفين ليثبت اليقين: "عملية الصرف رسالة سياسية. "ما كان يقال همسا أصبح علنيا، فنحن لم نحاسب بتهمة أننا عكسنا رأينا السياسي في عملنا بل ربما حوسبنا لاننا لم نكن أداة طيعة لنعكس الرأي السياسي الآخر ".
وسألت: "هل ندفع ثمن موضوعيتنا ومهنيتنا في وقت تخلخلت صورة الموضوعية في المؤسسة اللبنانية للإرسال؟ والدليل ما ورد في تقرير لجنة مراقبة الانتخابات النيابية، وكلنا يذكر البرنامج الشهير ليل 7 حزيران.الصورة أمامنا ظالمة ومؤلمة، لكنها لم تحجب جانبا إيجابيا تجلّى في مدى احترام الناس وتقديرهم لنا الى أي لون انتموا. "
واعتبرت أن "احترام الناس للمؤسسة اللبنانية للإرسال كما لأدائنا داخل المؤسسة ليس وليد اليوم، كما يحاول البعض تصويره، بل يعود الى زمن مضى، ذاك الزمن الذي يحاول القيمون على المحطة اليوم، وبأي ثمن، إزالة آثاره ترويجا منهم لمقولة إن تاريخ الـ "ال بي سي" يشكل عائقا أمام مستقبلها في حين أن خوفهم هو على مشاريعهم التجارية، وحتما سيكتشفون لاحقا أنهم مخطئون، وأنهم لم يستثمروا الثروة الحقيقية لهذه المحطة، ونحن جزء من هذه الثروة: تقنيون وفنيون وسائقون وحراس ومحررون وصحافيون وجميعنا ساهمنا، كل من موقعه وعمله، في إعلاء شأن الـLBC .
وشكرت فخري كل من تعاطف مع المصروفين من الـLBC قائلةً: "شكرا على كل الاتصالات المتضامنة من كل الزملاء في كل المحطات الاعلامية على اختلاف أسمائها وانتماءاتها وألوانها ومن دون أي استثناء.
شكرا للزملاء فردا فردا، الذين اتصلوا والذين تجرأوا فشاركوا اليوم معنا رغم كل الاحراج الذي قد تسببه لكم هذه المشاركة. شكرا لكل الأصدقاء أيضا.
وختمت فخري: "أما التحية الأكبر والأكثر دفئا نوجهها الى زملائنا واصدقائنا داخل الـ LBC، نعرف أنكم معنا ونحن أيضا معكم حيثما كنا وكنتم، ولكم نقول: كنا نظن أن مرتع الحرية والحق هو فقط هناك (داخل الـLBC. كنا نتوهم أنه، وفي ظلامة السياسة والسياسيين، يبقى الأمل بالديمقراطية بشحطة القلم تلك، من أهل القلم. فإذ بالألم يرسم لنا دروبا من الانتهاكات، من دون أن يتمكن القلم حتى الآن من رسم حدود لتلك التعديات على حقوقنا. هذه حالنا وحال الكثير من الزملاء. ونستمر على أمل اللقاء مجددا ودائما على متن الكلمة الحرة، وليبق الايمان والحق والقلم والميكروفون سلاحنا وسلاحكم."
من جهتها، أشارت الزميلة ديامان جعجع إلى أنها لم تتلق خلال 14 سنة في المؤسسة أي تنبيه أو إنذار بسبب موضوعيتها، مؤكدة ان "من أسماء الذين صُرفوا، تعرفون أسباب الصرف."
ولفتت جعجع إلى أن "المؤسسة اللبنانية للإرسال تدعي منذ سنوات انها موضوعية ومركز الحريات لكن تبين العكس إذ تطرد الموظفين الذين لا يشاركونها آراءها السياسية."
ورداً على سؤال حول موضوعيتهم في نقل الأخبار قالت الزميلة فيرا بو منصف: كيف أتهم في تسييس الأخبار وأنا أعمل محرّرة في النشرة الفضائية؟ فكيف أستطيع تسييس أخبار أفغانستان والنيجر مثلاً؟"
في ختام المؤتمر، كان هناك مداخلات من عدد من الصحافيين أبرزهم الإعلامي ملحم رياشي الذي أكد دعمه للصحافيين المصروفين من المؤسسة اللبنانية للإرسال.
بدوره، شدد رئيس الإتحاد العمالي العام غسان غصن على ضرورة متابعة موضوع المصروفين تعسفاً من الـLBC، مؤكداً دعمه التام لهم.
التيار