الطبخة الحكومية على نار حامية بعد ان ارخت مصالحة ال"س-س" بظلالها الايجابية
تقرير خاص موقع قناة المنار _وائل كركي
12/10/2009 ب
ات من الواضح ان درجة الغليان السياسي انخفضت في الآونة الاخيرة بعد ان عكست المصالحة السورية السعودية جواً ايجابيا على الصعيد الاقليمي عامة , وعلى صعيد تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة بشكل خاص .
زيارة الملك عبد الله هذه , خففت من درجة الحدية السياسية التي لطالما أوقعت لبنان بشرك اللعب بين الاطراف الدولية على ملعبه , ومن المنتظر أن يستفيد السياسيون مطلع هذا الأسبوع من الدعم الإقليمي الذي وفّرته القمّة السورية ـ السعودية، للوصول بسرعة أكبر إلى حلول على صعيد تأليف الحكومة.
وفي ظل ارتفاع الاصوات لنصرة قضية الحكومة بوجه العراقيل التي تحمل في طياتها العديد من المشاكل المستعصية ,يفترض أن تبدأ، هذا الأسبوع ترجمة النتائج للقمة السورية ـ السعودية من خلال إطلاق الرئيس المكلف سعد الحريري موجة جديدة من المشاورات السياسية على خط التاليف الحكومي، والتي يفترض ان تتسم هذه المرة بفعالية مختلفة، بعدما وفر اللقاء بين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد، في دمشق، مظلة الأمان الإقليمية لعملية التأليف، بحيث استعاد الملف الحكومي طابعه المحلي الى حد كبير.
وإذا كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد تطوع لإعطاء إشارة الى أن ولادة الحكومة اللبنانية باتت وشيكة، وسط الصمت والغموض السائدين على مستوى مراكز القرار المحلي، إلا أن التدقيق في كلامه ونيته أظهر أن الرجل كان يقصد التعبير عن تفاؤله، من دون أن يكون يعني بالحرف ما نسب اليه حول توقعه تأليف الحكومة خلال يوم أو يومين، وهذا ما تلاقت عليه أوساط في المعارضة والأكثرية، أكدت لـصحيفة السفير اللبنانية أن الطقس الحكومي بدأ يميل إلى الصحو، ولكن تظهير صورة الحكومة الجديدة سيحتاج إلى وقت إضافي قد يمتد أسبوعاً أو أكثر.
وعلمت السفير أن لقاء وشيكاً سيعقد بين الحريري والعماد ميشال عون، من أجل الخوض في ورشة حياكة تفاصيل الأسماء والحقائب، على أن يكون هذا الاجتماع شبه حاسم في نتائجه، بحيث يتضح بعده ما إذا كان تشكيل الحكومة قد أصبح قريباً أم ما زال بعيد المنال.
وقال مصدر مقرب من الرئيس المكلف إن الوضع بات افضل من قبل، مشيراً إلى أن قمة دمشق انتجت مناخاً مؤاتياً لتشكيل الحكومة، ولكن الجهد الحاسم في هذا الإطار يبقى داخلياً، مرجحاً ان يشهد الأسبوع الحالي عملاً حثيثاً وجدياً لتسريع عملية التأليف.
وبدوره، أكد عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب ألان عون أن اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون سيبحث موضوع الحقائب والأسماء "لأننا أصبحنا في المرحلة الأخيرة من عملية تأليف الحكومة". وهو ما أكده أيضاً النائب محمد قباني الذي أشار إلى أن اللقاء المقبل بين عون والحريري سيدخل في التفاصيل الحكومية ليبحث الجانبان في توزيع الحقائب والأسماء. وبدا من حديث قباني أن الحريري تراجع عن مبدأ رفض البحث في الأسماء والحقائب، وبات مقتنعاً بأن «هذا يحتاج إلى التشاور مع جميع الأفرقاء». وكشفت محطة «أو تي في» أن الحريري تطرق في لقائه الأخير مع عون إلى الأسماء، لكنه سرعان ما غيّر الموضوع قائلاً: «انسَ الأمر، واعتبرني لم أتطرق إليه».
الرئيس سليمان يكثف ضغوطه لتشكيل الحكومة :
ومن جهة رئيس الجمهورية فتوقعت المصادر أن يكثّف العماد ميشال سليمان ضغوطه خلال الأيام المقبلة، لانزعاجه من استمرار هذا الواقع، ولا سيما أنه يستعدّ للقيام بزيارة دولة إلى إسبانيا هذا الأسبوع، وهو لم يكن يتوقع أن يكون لبنان بلا حكومة يوم يقوم بهذه الزيارة، وأنه بخلاف التقاليد والأعراف التي تحكم هذا النوع من الزيارات، سيضطر لترؤس وفد يضم وزراء تصريف الأعمال. ومعلوم أن زيارة الدولة غالباً ما يتخللها توقيع اتفاقات، بل حتى معاهدات، لكن تحقيق هذا الأمر بات صعباً في ظل الظروف الحكومية الراهنة. من هنا، توقعت المصادر أن يضغط سليمان لتحقيق ولادة سريعة وسهلة لأولى حكومات الحريري الابن، أملاً بأن تخفّف من حرجه أمام مضيفيه الإسبان أولاً، وفي انطلاق عجلة حكم لم يمارسه بعدُ، بحق، ثانياً.
لقاء السيد نصرالله وجنبلاط خطوة متقدمة على طريق إعادة بناء الثقة :
وفي انتظار الترجمة اللبنانية للقمة السورية ـ السعودية، استكمل الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تطبيع العلاقة بينهما، وقد قال جنبلاط إن أهمية لقائه الثاني مع السيد نصر الله تكمن في أنه حقق خطوة متقدمة على طريق إعادة بناء الثقة بينه وبين الأمين العام لـحزب الله بعد أزمة السنوات الماضية، مشيراً الى أن البحث الذي تناول مسائل داخلية وإقليمية اتسم بالإيجابية.
الله يعينا عا هالبلد ويلي في!!!!!!!