أتاح الشريط المصور للجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، الفرصة للخبراء النفسيين الإسرائيليين للاستفادة وتوضيح وضع الجندي في الأسر.
وأثارت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عدة تساؤلات فور عرض الشريط، والتي تمحورت في الأسئلة التالية (هل يا ترى كان خائفا؟)، (ما هو تحليل تلك الابتسامة المريرة على وجهه؟)، و(ماذا يختفي وراء تلك الملابس التي كان يرتديها؟).
وبادرت صحيفة يديعوت للاتصال مع كثيرٍ من الخبراء النفسيين وغيرهم من المختصين، بهدف الاطلاع على تحليلاتهم لتلك الصور التي وصفتها بالفظيعة والمروعة.
وعبّر الطبيب النفسي "داني دروفي" عن اعتقاده بأن شاليط كان متعبا وحزينا، وقال: "لقد كان الشريط تمثيليا، والحديث كان مموها، والنظرة تدل على الخوف والحزن، كما أن نظراته لم تكن ذو علاقة بمن يقفون حوله، وهذه دلالة على الخوف منهم، وأن كل شيء دار هناك عبارة عن تنفيذ تعليمات".
ويُضيف "إن فترة زمنية في سجن منفرد لها ما لها من السلبيات على صحة السجين، تتراوح بين اليأس والأمل، ولو أنك نظرت إلى عينيه ستجد بأنهما مطفئتان ولم يكن الحديث صافياً، لقد كان الحديث مخالفا للواقع الحقيقي الذي يعيشه شاليط".
وقال الطبيب النفسي "إيتي جالسبور": "لم يبدو على شاليط علامات جوع واضحة، مع أن وضعه الصحي يدلل على هبوط وانخفاض في وزنه، قياسا مع ما كان عليه قبل تجنده في صفوف الجيش".
وأشار إلى أن هناك دلالات من خلال تقريب الكاميرا إلى أظافره، مضيفا "هذا يعني أن التغذية في الآونة الأخيرة جيدة ولا بأس بها، وأن الانخفاض في الوزن ناتج من خلال الوضع النفسي الكئيب الذي يعيشه".
ويواصل الطبيب النفسي قوله: "إن بشرة وجهه لا يوجد بها أي تشوهات أو أي جروح، وهذا يدل على أنه لم يعاني من سوء تغذية أو أي نوع من التلوثات، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على الكبد والطحال والجهاز الهضمي".
وألمح الخبراء إلى أن الكلمات التي قرأها شاليط كانت مُعدّة مسبقا، وأن حركة جسده كانت تدلل على طبيعة حياته التي يعيشها في الأسر.
وتدلل الصور التي جاءت في الشريط على أن جلعاد كان يعيش حالة من العصبية، وكل ذلك برز جليا في معالم وجهه وعينيه –بحسب أحد الخبراء-.
وقال أحد الخبراء النفسيين: "شاليط كان يبتسم كلما ذكر كلمة المجاهدين، وكأنه يقولها بسخرية، وكان ينظر أحيانا إلى من حوله وكأنه يقول هل أنا أنفذ تعليماتكم بدقة كما تريدون أم لا؟".