حشود المؤمنين تقاطرت على المسجد المنصوري الكبير للتبرك ـ مصورطرابلس ـ فادي منصور
- الأنتقاد
إعتاد أهل مدينة طرابلس أن يروا خصلة من شعر النبي الأكرم محمد (ص) بعد صلاة الفجر من كل يوم في شهر رمضان المبارك، إلا يوم الجمعة عند الظهر تعرض هذه الخصلة على الناس فيرونها ويتبركون منها، وكثيرا ما رأيت لحى أخصلت بالدموع وعيون إحمرت شوقا لصاحب هذه الشعرات عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، إلى قابل إنشاء الله حيث يعود خادم المسجد هذا لإحياء هذه العادة .
هي ليست سنة وليست فرضا كما قال لنا العديد من العلماء الذين توافدوا لتقبيل الشعيرات الطاهرة ولكنها مناسبة يجتمع عليها الناس من كل حدب وصوب لينالوا نظرة من بقية الرسول صلى الله عليه وآله .
شعرات لحية الرسول التي تعرض في آخر جمعة من شهر رمضان ظاهرة تنفرد بها مدينة طرابلس عن غيرها من المدن العربية والإسلامية وهي موجودة داخل غرفة الأثر الشريف في الجامع المنصوري الكبير، وهو شعرة من لحية الرسول محمد (ص) حيث يتزاحم المؤمنون من كل مكان لتقبيل هذا الأثر الشريف والتبرّك به مرتين فقط من آخر يوم جمعة في شهر رمضان، المرة الأولى عقب صلاة فجر يوم الجمعة، والمرة الثانية عقب صلاة الجمعة مباشرة.
هذا الأثر الشريف قام السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بإهدائه إلى مدينة طرابلس مكافأةً لأهلها على إطلاق اسمه على الجامع الذي يقوم في حارة النصارى، وكان قديماً يُعرف بجامع التفاحي، وتعرّض للخراب، فأعاد الطرابلسيون بناءه بمساعدة من السلطان، ولهذا أطلقوا اسمه عليه فأصبح يُسمّى "الجامع الحميدي"، واتفق علماء المدينة بعد التشاور فيما بينهم أن يضعوا هذه الهدية في الجامع المنصوري الكبير لكونه أكبر جوامع طرابلس، ولوقوع الجامع الحميدي، في ظاهر المدينة، فأقيمت حجرة تحت الرواق الغربي من الجامع وُضعت فيها الشعرة الشريفة، وأصبحت تُعرف بغرفة الأثر الشريف.
يذكر أن مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار قام بنفسه بحمل العلبة التي وضعت فيها الشعرة، وهي معطّرة بالمسك، وقد تقدم الزوّار منها فقبلوها تبرّكاً وقد وقف العلماء بجانب المفتي، وصدحت الفرق الصوفية التي تواجدت حول المكان الشريف بالمدائح النبوية وقد ردد العديد من الحضور عبارات "من يحب الرسول (ص)فليسارع إلى مشاهدة هذه الخصلة، فهذا هو تمام الدين في العرف السائد، ولو تحكم فينا العُري والجوع ،فصل يا رب وسلم على أكرم خلقك وألهمنا العمل بما جاء به النبي (ص) فتكون الفرحة فرحتين، فرحة العمل بما جاء به (ص) وفرحة مشاهدة بقيته (ص).